17/5/2008- للمرة الثانية عشرة خلال اربعين عاما يتوحه الكويتيون الى صناديق الاقتراع لاختيارممثليهم في انتخابات مجلس الامة. واذ تعتبر الانتخابات 17 مايو منعطفا سياسيا وتاريخيا سوف يؤدي الى احداث تغيير عميق في اصول ومعالم العملية السياسية. فان ترجمة ذلك التغيير في القواعد والمفاهيم الحاكمة يكون بدرجة ومستوى التغيير في شكل مجلس الامة المقبل ومكوناته السياسية. وفي ما يلي جملة من المؤشرات الاحصائية للمشهد السياسي الكويتي عشية انتخابات 2008.
أعداد المرشحين وصل عدد المرشحين الذي سيخوضون انتخابات السابع عشر من مايو الى 275 مرشحا من بينهم 29 مرشحة توزعن على الدوائر الخمس. واستقطبت الدائرة الانتخابية الثالثة الحصة الأكبر من الترشيحات النسائية بعدد 12 مرشحة. فيما سجلت الدائرة الثانية اقل عدد من المرشحات بواقع مرشحتين اثنتين قررن خوض انتخابات الثانية. وفي أعداد المرشحين حلت الدائرة الاولى بالمقدمة من حيث عدد المرشحين المتنافسين على مقاعدها بعدد 65 مرشحا تليها ثلاث دوائر باعداد متقاربة، الثالثة 56، الرابعه 54 والخامسة53، فيما سجل العدد الاقل من المرشحين في الدائرة الثانية.
السيرة الانتخابية تختلف السيرة الانتخابية والخبرة السياسية بين مجموعات المرشحين فكما يوجد مرشحون مخضرمون اعتادوا على خوض التجارب الانتخابية عدة مرات يدخل انتخابات 2008 مرشحون يخوضون التجربة لأول مرة. وفي التفاصيل فانه يوجد 38 مرشحا من نواب المجلس المنحل يخوضون الانتخابات 9 منهم يخوضون الانتخابات في الثالثة، و8 في كل من الاولى والثانية، مقابل 7 في الرابعة والعدد الأقل في الخامسة حيث يخوض 6 مرشحين فقط من نواب المجلس المنحل مما يجعل الدائرة الخامسة تسجل وبشكل مسبق اعلى نسبة تغيير من بين الدوائر في نتائج الانتخابات. و الى جانب هؤلاء يوجد 15 مرشحا من نواب المجالس السابقة. أكثرهم ترشحوا في الدائرة الخامسة بواقع 5 مرشحين سبق لهم دخول مجالس سابقة. ويعد مرشح الدائرة الثانية خالد بن سلطان بن عيسى الأقدم في ما بينهم حيث ان اخر عهد له بالحياة النيابية كانت في مجلس 81، يليه محمد المسيلم المرشح بنفس الدائرة والذي كان اخر عهد له في الحياة النيابية هو مجلس 85. كما تضم القائمة مرشحين من مجالس منتصف التسعينات كعباس الخضاري، جمعان العازمي وحسين الدوسري من نواب مجلس 96 الى جانب مرشحين اثنين من نواب مجلس 99 هما عبد المحسن المدعج عن الاولى واحمد الشريعان عن الرابعة. في حين سجل المرشحون من نواب مجلس 2003 العدد الاكبر بين المرشحين بمجموع 7 مرشحين هم حسين القلاف، جاسم الكندري،مخلد العازمي في الاولى راشد الهبيدة في الثانية. علي الخلف السعيد في الثالثة، وعصام الدبوس، علي الهاجري، وفهد اللميع في الخامسة، فان مجموع المرشحين من النواب الذين سبق لهم النجاح في دخول مجالس سابقة، بلغ 53 مرشحا يشكلون قرابة 19% من اجمالي المرشحين. اما قائمة المرشحين الذين سبق لهم خوض الانتخابات اكثر من مرة دون نجاح فيبلغ عددهم 50 مرشحا استقطبت الدائرة الثالثة العدد الاكبر منهم بـ 14 مرشحا ومرشحة. تلتها الدائرة الاولى بـ 11 مرشحا ومرشحة وحلت الدائرة الثانية، بعدها بعدد 10 من المرشحين والمرشحات.
الانتماء السياسي تطرح قضية تحديد الانتماء السياسي لمكونات الطبقة السياسية في البلاد اشكالية حقيقة امام الباحث وتحديا جديا في وجه المراقب والمتابع للشأن السياسي، بالنظر لعدم وجود مرجعية واضحة لتحديد انتماء وهوية المرشحين والنواب لهذا التيار اوذاك، وقد ساهم غياب حياة حزبية مؤطرة وواضحة المعالم في صعوبة تحديد الانتماءات السياسية بشكل دقيق. وفي الاجمال فان عدد المرشحين الذي اظهروا بصيغة او باخرى انتماءاتهم السياسية بلغ 73 مرشحا ومرشحة، مقابل 202 من اللامنتمين او المستقلين وفي مايلي اهم الاتجاهات السياسية التي ينتمي اليها المرشحون.
الإسلاميون بلغ عدد المرشحين من الاسلاميين الستة36 مرشحا يتوزعون على أربعة اتجاهات أساسية مفصلة علىالنحو التالي: هي الاتجاه السلفي ويخوض الانتخابات بـ11 مرشحا، منهم 10 مرشحين محسوبين على تيار احياء التراث وواجهته السياسية (التجمع الاسلامي الشعبي)، اضافة الى مرشح محسوب على تيار السلفية العلمية في الدائرة الثالثة، هو وليد الطبطبائي، وبواقع مرشحين لكل من الدوائر الثلاث الاولى وثلاثة مرشحين في الرابعة ومثلهم في الخامسة. اما حزب الأمة الناتج عن اندماج الحركة السلفية العلمية وتيارات محافظة فيخوض الانتخابات بـ 11مرشحا، يتوزعون على الدوائر الخمس، بواقع ثلاثة مرشحين في كل من الدائرتين الرابعة والخامسة، ومرشحين اثنين في الثانية والثالثة، اضافة الى مرشح وحيد في الاولى. اما الحركة الدستورية الاسلامية (الاخوان المسلمون) فتخوض الانتخابات بـ 8 مرشحين في جميع الدوائر عدا الخامسة، ومرشح واحد فقط في الأولى. وفي مقابل ذلك يتركز العدد الأكبر منهم في الدائرة الرابعة حيث يخوض الانتخابات 4 مرشحين، اما في الدائرتين الثانية والثالثة فتخوضها الحركة بمرشحين اثنين في كل منهما. اما الاتجاه الاسلامي الرابع فهو الاسلاميون المستقلون الذين بلغ عدد مرشحيهم 6 مرشحين.
الإسلاميون الشيعة يتركز الثقل الانتخابي للشيعة في الدائرة الانتخابية الاولى. ولذلك يتوجه المرشحون الشيعة لخوض انتخابات الدائرة الاولى. ويبلغ عدد الاسلاميين الشيعة الذين يخوضون انتخابات الدائرة الاولى 8 مرشحين، يتوزعون على قائمتين اثنتين، في حين يخوض مرشح وحيد من الاسلاميين الشيعة هو عبد الواحد الخلفان انتخابات الدائرة الثانية.
الوسط والمحافظون اما تيار الوسط الذي يقف في منتصف الطريق بين التيار الديني والاتجاه الليبرالي فيضم 10 مرشحين، 5 منهم ينتمون الى كتلة العمل الشعبي، وهم احمد السعدون، مسلم البراك، محمد الخليفة، احمد الشريعان، ومرزوق الحبيني، وخمسة مرشحين من الذين يتخذون مواقف قريبة من توجهات كتلة العمل الشعبي. اما الاتجاه المحافظ فيركز ثقله في الدائرة الثانية باربعة مرشحين، تليها الدائرة الاولى التي استقطبت مرشحين اثنين، الى جانب مرشح وحيد في الدائرة الاولى. وينعدم وجود مرشحي الاتجاه المحافظ في الدائرتين الرابعة والخامسة.
الليبراليون يتركز الوجود الليبرالي في دائرتين اثنتين هما الثانية والثالثة، اضافة الى حالة ترشح وحيدة في الدائرة الاولى. ففي الدائرة الثانية يخوض أربعة من المرشحين الليبراليين (جميعهم من التحالف الوطني)، وفي الدائرة الثالثة يخوض ثلاثة من التحالف الوطني انتخابات الدائرة، الى جانب اثنين من الاتجاه الليبرالي هما صالح الملا ورولا دشتي.
نسبة المشاركة بلغت نسبة مشاركة الناخبين في اول انتخابات نيابية في تاريخ البلاد عام 1963 85 %. وفي ثاني انتخابات نيابية في 1967بلغت نسبة المشاركة 65،5 %. وتراجعت في انتخابات مجلس 1975 فبلغت نسبة المشاركة 60%، وعادت الى الارتفاع في انتخابات 1981 الى 89%، وقد جاءت تلك الانتخابات بعد غياب للحياة النيابية استمر 5 سنوات. وتراجعت النسبة قليلا في انتخابات 1985 الى نحو 85 %. اما في انتخابات 1992 التي اجريت بعد تحرير البلاد فقد بلغت النسبة 83%، وثبتت النسبة عند ذلك المعدل في انتخابات 1996، حيث بلغت النسبة 83%. اما انتخابات 1999 و2003 فقد استقرت عند مستوى 81%، وتراجعت بشكل كبير في الانتخابات التي تلتها عام 2006 لتصل الى 65،6 % وهي اول انتخابات تشارك فيها المرأة.
الخلفية الاجتماعية حسب احصاءات 2008، وبعد عمليات تسجيل الناخبين لهذا العام، تفيد المؤشرات الاحصائية بان الكتلة الانتخابية في البلاد تتوزع ما بين الكتلتين الرئيسيتين الحضر والقبائل بتقارب شديد في الاعداد والنسب، حيث يشكل ناخبو القبائل ما نسبته 52% من مجموع الكتلة الانتخابية، مقابل 48% للناخبين الحضر بمختلف اطيافهم سنة وشيعة. ويشكل الناخبون الحضر النسبة الاعلى في الدائرة الانتخابية الثالثة بنسبة تصل الى 87،7% من مجموع الدائرة. وتأتي الدائرة الانتخابية الاولى ثانيا في نسبة الناخبين الحضر بـ 81%، في حين تصل الثانية الى 77%، في حين يتراجع التواجد الحضري الـ 22% في الخامسة، و15% في الرابعة.
الخلفية المذهبية اما على صعيد الخلفية المذهبية، فينقسم الناخبون الكويتيون الى اغلبية سنية 84% مقابل اقلية شيعية 16%، ويشكل الناخبون السنة الغالبية في جميع الدوائر. وتسجل الكتلة السنية النسبة الاعلى في الدائرة الرابعة 94،6%، تليها الكتلة السنية في الخامسة 91،3%، ثم الدائرتين الثانية والثالثة وبنسب متقاربة 86% للثالثة، مقابل 85،5% في الثانية، ويسجل الشيعة نسبة كبيرة من ناخبي الدائرة الاولى، الذين يصل تعدادهم الى 46% من تعداد الدائرة. وفي الاجمالي، بلغ عدد الناخبين السنة 303000 ناخب وناخبة، مقابل كتلة شيعة تصل الى 58700 ناخب وناخبة.
|