|
أضف للمفضلة نسخة للطباعة أرسل لصديق
القسم : أخبــــار الجهراء » «الجهراء وخْذت».. نكتة تحولت إلى حقيقة مُرّة للجهراويين! |
التاريخ : 19/05/2008 |
«الجهراء وخْذت».. عبارة قالها مرشح الدائرة الرابعة الجهراوي مطر طليحان في لقاء تلزيوني له على قناة سكوب مع بداية انطلاق الحملات الانتخابية لانتخابات هذا العام، بما يشبه استشراف المستقبل القريب والتحليل الاحصائي للاوضاع الانتخابية بعد اقرار نظام الدوائر الخمس. لكن كثيرين من ابناء الجهراء ضحكوا على تلك العبارة الموجزة، باعتبارها نكتة تستحق التبادل عبر الرسائل الهاتفية النصية ولا شيء اكثر من ذلك، فالجهراء قادرة دائما، كما اعتقدوا، على فرز اصواتها الانتخابية بما يخدم مصالحها ذات الخصوصية التي تعود الى خصوصيتها كمدينة مراوحة تاريخيا وديموغرافيا ما بين البداوة والتمدن، وتعدديتها التي تعود الى طبيعتها السكانية الخاصة. لكن الضحك الجهراوي تحول الى بكاء، والنكتة تحولت الى حقيقة مرة، عندما ظهرت نتائج انتخابات هذه الدائرة صباح امس، وتيقن الجهراويون انهم فقدوا مقاعدهم الخضراء الاربعة تحت قبة مجلس الامة لأول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية في الكويت.
الخاسر الأكبر الجهراء التي تضم اكبر كتلة انتخابية لجهة عدد السكان في الدائرة الرابعة بأكملها بما يقرب من ثلاثة وثلاثين الف ناخب وناخبة من اصل ثلاثة وتسعين الف ناخب وناخبة تقريبا، اصبحت هي الخاسر الاكبر في انتخابات 2008 بالنسبة الى المناطق، وهي الضحية الاولى لحركة «نبيها خمس» التي حولتها من مدينة كبيرة تتوزع على دائرتين انتخابيتين هما الدائرة 19 والدائرة 20 في نظام الخمس والعشرين دائرة السابق، الى جزء من دائرة. ولم يغفر للجهراويين انهم، وبما يشبه الانسجام مع «روح» الدوائر الخمس، لم يجروا اي فرعية قبلية خلال هذه الانتخابات، كما لم يغفر لهم ان ثلاثة ارباعهم كانوا من الصادحين بعبارة «نبيها خمس»، حيث كان ثلاثة من نوابهم الاربعة ممن لبسوا البرتقالي وامسكوا بالمايكروفونات في ساحة الارادة، مطالبين بخمس دوائر فقط. وكانت النتيجة بعد نجاح تلك المطالبات معاقبتهم بعدم وصول اي جهراوي الى البرلمان.
قبلية على حساب التعددية ومما يزيد من حسرة الجهراويين على مدينتهم التاريخية ذات السمعة العريقة انها اصبحت، وفقا لما افرزته الصناديق صباح امس، معقلا للقبلية، حيث توزعت الاصوات العشرة للدائرة الرابعة التي تمثل هذه المدينة اكبر كتلها على قبيلتين فقط هما المطران والرشايدة، رغم ان الجهراء كانت دائما مثالا للاعتدال والتسوية في صناديقها الانتخابية، حيث كانت اصواتها الاربعة تتوزع على مرشحين قبليين وحضريين واسلاميين ومنتمين الى حركات وتيارات سياسية، ويكفي ان نتذكر بعض ما افرزته هذه الدائرة من اسماء في السنوات الماضية التي اعقبت التحرير، على سبيل المثال، لنعرف مدى التنوع الانتخابي الذي كانت تنعم بظله هذه المدينة التعددية، وعلى هذا الصعيد نتذكر اسماء مثل طلال العيار وطلال السعيد (حضر الجهراء)، احمد الشريعان ومحمد الخليفة (كتلة العمل الشعبي)، محمد البصيري وخضير العنزي (الحركة الدستورية حدس)، عواد برد ومفرج نهار (سلف). وقبل ذلك كله قدمت اول ممثلين لها في المجلس التأسيسي الدكتور احمد الخطيب وعبدالله اللافي. وهذا يثبت مدى التعددية النسبية التي تمتعت بها الجهراء في ظل نظام الدوائر القديم. لكن كل هذا اختفى تحت وطأة الدوائر الخمس وما افرزته من معطيات جديدة تمثل اخطرها في الفرعيات التي يبدو انها وجدت بيئتها المناسبة في هذه الدائرة، رغم ان حركة «نبيها خمس» انطلقت اساسا لمحاربة الفرعيات ونتائجها الاحادية غالبا.
نبيها جهراء.. نبيها جهراء.. يقول الجهراويون وهم ينظرون بحسرة الى قاعة عبدالله السالم التي ستخلو لاول مرة في تاريخ الحياة البرلمانية في الكويت من نائب جهراوي.. نبيها جهراء.. يقولها الجهراويون هذه المرة وهم يشعرون بحنق على نظام الدوائر الخمس الذي طالبوا به كثيرا وصفقوا له طويلا عندما اقر، لكنهم كانوا اولى ضحاياه واكبر الخاسرين فيه، ولعلهم الآن اول المطالبين بتغييره!
|
الكاتب : سعدية مفرح |
المصدر : alqabas.com.kw |
مدينة الجهراء - 2024 عدد الزوار: 1401417
|
|